الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية عبد الفتاح مورو: النهضة لم تفهم خطورة التيار السلفي الجهادي في تونس

نشر في  03 جوان 2014  (12:21)

استضافت قناة الميادين في الحلقة الأولى من برنامج "إسلاميون.. وبعد" نائب رئيس حركة النهضة الشيخ عبد الفتاح مورو. ودعا مورو عبر البرنامج الذي تعرضه القناة على شاشتها يوم الأحد على الساعة السابعة مساء  حركة النهضة الى مراجعة أدائها السياسي .. "فهناك اختلالات داخل الحركة ينبغي أن نصلحها .. والعنصر الاسلامي متهم بأنه رجعي وشعبي في تفكيره ".

وحول دوره داخل حركة النهضة كشف مورو أنه تم عزله داخل الحركة على نحو فعلي من قبل "الادارة القاسية" ، نافيا أن  يكون في وارد الإستقالة يوماً من حركة النهضة لأنه مؤسس لها "فهي جزء مني وقد قضيت فيها 40 سنة من حياتي"  

وعن تجربة النهضة في الحكم ، برّر مورو تواضع أداء الحكومة في جوانب وقدم النقد في جوانب أخرى، ومما قاله في حواره : عندما دخلنا الى الحكم توقف التيار التقدمي وأصبحنا رجعيين أكثر من اللزوم. والنهضة لم تكتشف اني كنت على صواب بل اكتشفت انها كانت على خطأ .

واردف مورو : "ما قدمناه إلى الشعب التونسي خلال وجودنا في الحكم هو ما نستطيع تقديمه ولسنا مطالبين بتقديم أكثر مما نستطيع .. ولو أن الاطراف الاخرى امتهنت العمل السياسي لبرزت اخطاؤها ايضاً لانها لا تتميز عن النهضة بخبرة زائدة".

وبخصوص العلاقة القائمة اليوم بين العلمانيين والاسلاميين في تونس قال "هي علاقة عداوة  والاستقطاب الحاصل هو نتيجة خطأ الإسلاميين والعلمانيين.. وعوض أن نتضامن نحن الذين اضطهدنا سابقاً من إسلاميين ويساريين شغلنا بتحطيم بعضنا بعضا".

 وحول أسباب تأجيل المؤتمر العام لحركة النهضة قال الشيخ مورو : "كنت اتمنى ان يعقد المؤتمر لحركة النهضة لانه كان سيساعد على تقويم مرحلة الحكم ويبدو ان المؤتمر قد جرى تأجيله كي لا تقوّم المرحلة السابقة فبعض الذين يخشون عقد مؤتمر يتصورون ان التقويم قد يؤدي الى تقسيم الحركة وكل قيادة النهضة تتحمل المرحلة الخطرة التي وصلت اليها الحركة".

وعن بروز التيار السلفي الجهادي في تونس، قال مورو ان هذا التيار برز على الساحة التونسية قبل ان تصل النهضة الى الحكم وقبل الترويكا وأنّ الذي حصل بعد وصول النهضة الى الحكم هو عدم حزم وعدم فهم لخطورة الوضع وتصور ان الأمر قد ينتهي بالحوار ولم يأخذوا الأمر بالحزم اللازم فتراكمت الأمور مؤكداً ان هذا التيار لا مستقبل له في تونس إذ هو لا يقدم بدائل ولا أطروحات والأمم لا تقام بالموت.

وحول قدوم بعض علماء الخليج الى تونس كدعاة وخطباء، قال "ان بعضهم ينظرون الى تونس وكأنها كانت بلاد كافرة، وبعضهم استغل الفرصة لينشر مذهبه الفكري".

وعن المقاتلين التونسين في سوريا قال مورو "كيف نطمئن إذا رجع الى بلدنا من ذهب للقتال الى سوريا وقد كرس نفسه لعمل عنيف بعد ان تدرب على السلاح واستعمله ؟ داعياً الى محاورة العائدين ومطالباتهم بمراجعات علنية لحمايتهم وحماية البلاد".

ونفى مورو أي ارتباط تنظيمي بين حركته وجماعة الأخوان قائلاً أن الحركة نشأت على فكر الأخوان نهاية الستينيات وبدأت تأخذ بعدها عن هذا الفكر لا لتناقضه وانما لتثريه من ناحية الواقع .

وعن الصراع القائم بين الأخوان وبعض دول الخليج قال مورو: "ما أعلمه أن الإخوان في مصر ليس لهم طموح خارج بلدهم. ولذلك لا افهم كيف يعتبر اي نظام خارج مصر نفسه مهددا من الإخوان ؟! فهم  يسعون للإصلاح داخل بلدهم مصر، وهم لديهم مشكلة مع جزء من شعبهم آملاً ان يكون الحل في مصر مصرياً دون تدخل خارجي وأن يكون حلا وئاميا لا يستثني أحداً".

ورآى مورو ان حركة النهضة والاسلاميين في الدول الاخرى ادركوا خطأ التقوقع على أنفسهم مؤكداً انه لا  يهم إذا بقيت الحركات الإسلامية أو ذهبت.. المهم ان تبقى روح الأمة قائمة وتستعيد مكانتها الحضارية والفكرية.